كى تُحب، اولاً، هو أن تُحب نفسك، و تقبلها كما هى. ~ تيك نات هان

دائما ما نحب اجزاء من أنفسنا و نكره اجزاء اخرى، نحكم عليها، نرفضها، ندفنها، و نمنعها من الظهور.

كل ما ترفضه، يحدث شرحا ً فينا، يفصلنا عن حب النفس، قبول النفس، و عن اكتمالنا.

و يكبت طاقات هذه الأشياء، فتبقى، مدفونة بداخلنا؛ حيث تستحوذ على انتباهنا اللا واعى، تقود سلوكياتنا فى اللا وعى، و تستنفذ طاقاتنا.

ويمنعنا هذا الرفض، عن الوعى بهذه الأجزاء المدفونة فى اللا وعى. و يمنعنا عن فهمها. بل حتى يمنعنا عن قبول وجودها، و بالتالى يمنعنا عن قيادتها أو التعامل معها من أجل تغييرها، لأننا لن نستطيع تغيير شئ نرفض وجوده اصلاً، لا نعترف به، لا نفهمه، فلن نستطيع قيادته إلى اى نسخة افضل.

هذا الانفصال عن النفس، هذا الشرخ، يمنعك من حب نفسك كاملة. فمثلا انت تحبها 5/10 فقط.

تصبح ذبذبات حبك 5/10.

و هذا يعنى - لمن لا يعرف - انك ترسل رسالة محتواها طاقى (طاقة)، للعالم من حولك، تقول لهم:

"انا احب نفسى 5/10 فقط، فاحبونى فقط 5/10 "

و هنا..

اولاً..

نستقطب من يحبنا 5/10 فقط.. (هذا مستوى حبنا لقيمة وجودنا) إذا كنت انت تحب نفسك فقط 5 لماذا تطلب من الاخر أن يحبك اكثر؟!!!

ثانياً..

انت كان حبك لنفسك - بشكل تقريبي - أقل من 5/10 سيعنى هذا انك لن تتعاطف مع نفسك

(إلا بالشروط التى تعلمتها فى طفولتك؛ احبك فقط عندما تكون كذا.. أو عندما تحقق كذا.. أو عندما تسمح بكذا.. أو تفعل كذا.. ).

ربما ستتعاطف مع الناس، و ليس مع نفسك. ستقسو علي نفسك، ولن ترحمها ولن تسامحها، و ستعلم الناس أن يفعلوا نفس الشئ معك. (لا واعيين طاقياً أو سلوكياً). لأن هذا ما تفعله ما نفسك (لا واعياً).

ثالثاً...

لن تستطيع أن تعطى حباً - حقيقيا - أعلى من رقم حبك لنفسك. سيكون شِبه حُب، شَبَه الحب، يتم التعبير عنه فى صورة تَعَلُق، توقعات، اوهام، أو تعبير جسدى عن طريق العلاقة الحميمة واهمين أننا نُعطى و نَستقبل الحب هكذا. مثلاً..

رابعاً....

و هو الاهم - كل ما نرفضه و ندفنه هو طاقات، تستقطب و تجذب إلينا مجدداً مرارا و تكرارا تجارب حياتية مماثلة، فنتالم، بل نستمر فى المعاناة.

أحبوا انفسكم كاملة، لأن كمالك يكمن فى عدم اكتمالك. و اكتمالك يكمن فى عدم كمالك.

إقبل اجزائك التى لا تُفَضِلها - إقبلها كاملة أولاً - هنا فقط تستطيع قيادتها إلى التغيير الى نسخة افضل.

إن لم تقبلها، لن تستطيع تغييرها.

".وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۝ قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا"

محمد الغندور